تشهد المملكة العربية السعودية خلال الأيام المقبلة حالة جوية غير مستقرة توصف بأنها من أبرز الحالات المطرية لهذا الموسم، بعد إعلان المركز الوطني للأرصاد عن توقعات بهطول أمطار غزيرة تتخللها سيول وبرد على عدة مناطق واسعة من البلاد، بدءًا من يوم الثلاثاء المقبل وحتى الجمعة . ورغم الطابع التحذيري الذي تحمله هذه التوقعات، إلا أن كثيرين يرونها بشرى خير، خصوصًا أن المملكة تمر بمرحلة يعتمد فيها المواطنون على الأمطار في تجدد الحياة البرية وعودة الخضرة في مناطق واسعة كانت تعاني من الجفاف الموسمي تشلحخ بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
المناطق المشمولة بالحالة المطرية
الحالة تشمل نطاقًا جغرافيًا واسعًا، وهو ما يعكس قوة الحالة وحركتها على امتداد المملكة. ومن بين أبرز المناطق المتأثرة:
- جدة
- مكة المكرمة
- المدينة المنورة
- تبوك
- الجوف
- الحدود الشمالية
- حائل
- الباحة
- عسير
- جازان
كل منطقة من هذه المناطق لها طبيعتها الجغرافية الخاصة، ما يجعل تأثير الحالة يختلف من منطقة لأخرى. فمثلاً، جدة ومكة غالبًا ما تتأثران بتجمع مياه الأمطار نتيجة لطبيعة الأرض المنخفضة والتمدّد العمراني. أما مناطق الجنوب كعسير والباحة، فهي معتادة على الأمطار لكنها قد تواجه سيولاً جارفة نتيجة للانحدار الشديد في بعض أوديتها. بينما تبوك والجوف والحدود الشمالية غالبًا تشهد أمطارًا متوسطة إلى غزيرة تسبقها موجات برد ورياح نشطة.
اقرأ أيضا: المرور يحسمها .. غرامة صادمة تصل إلى 2000 ريال سعودي لكل من يتجاوز في المنعطفات
تأثيرات الحالة المتوقعة على الحياة اليومية
من المتوقع أن تترك الحالة المطرية تأثيرها على عدة جوانب من الحياة اليومية، سواء للمواطنين أو المقيمين. إذ تشير توقعات الأرصاد إلى احتمال حدوث:
- تأخير في الحركة المرورية، خصوصًا في مدن مثل جدة ومكة والمدينة، نتيجة تجمع المياه أو انخفاض مستوى الرؤية أثناء الأمطار الرعدية.
- تعليق بعض الأنشطة الخارجية في المدارس والجامعات، اعتمادًا على ما قد يصدر من تعليمات من الجهات المختصة في حال اشتداد الحالة.
- اضطراب في حركة السفر البري في الطرق الرابطة بين المدن الشمالية والغربية.
- نشاط ملحوظ للرياح السطحية التي قد تحد من مدى الرؤية الأفقية في المناطق المفتوحة.
- تساقط حبات البرد في بعض المناطق، خصوصًا المناطق الشمالية والمرتفعات الجنوبية.
ورغم هذه التحذيرات، فإنّ المواطنين في السعودية اعتادوا على التعامل مع الحالات المطرية المتوسطة والقوية، إلا أن التحذيرات هذه المرة تشير إلى حالة فوق المعدل المعتاد، وهذا ما دفع الجهات الرسمية إلى دعوة الجميع إلى متابعة نشرات التنبيه أولًا بأول.
اقرأ أيضا: عاصفة رعدية قوية تضرب السعودية.. أمطار غزيرة ورياح مثيرة للغبار تضرب عدة مناطق هذا الأسبوع
لماذا تُعدّ هذه الحالة بشرى خير؟
رغم كل ما تحمله الحالات المطرية الغزيرة من تبعات قد تكون مزعجة أو خطرة، إلا أن الأمطار دائماً تُعدّ مصدر فرح في المملكة لعدة أسباب:
-
إنعاش المراعي الطبيعية: الأمطار الغزيرة تُعيد الحياة إلى المناطق الصحراوية وتنبت الأعشاب في الربيع، مما يعيد النشاط للرعاة والمحافظات التي تعتمد على طبيعة الأرض في رزقها.
-
تحسين المخزون المائي: السيول التي تنزل على الأودية تُسهم في تغذية السدود والآبار الجوفية، وهو أمر حيوي في المناطق الجافة.
-
تلطيف الأجواء: المملكة شهدت خلال العام ارتفاعًا كبيرًا في درجات الحرارة، لذا فإن موجات الأمطار تُخفف من الحرارة وتُعيد للطقس اعتداله ونسماته الجميلة.
-
فرص اقتصادية سياحية: الملايين يقصدون المرتفعات الجنوبية والمدينة المنورة وتبوك خلال مواسم المطر، ما يُنعش الحركة الاقتصادية.
هذه الأسباب تجعل الكثير من المواطنين يعتبرون أن قدوم الأمطار الغزيرة هو "بشرى خير حقيقية"، رغم تحذيرات الجهات المختصة من مخاطرها.
