مع اقتراب نهاية نوفمبر 2025، يعيش الدوري السعودي للمحترفين واحدة من أكثر مراحله إثارة منذ سنوات . مشهداً رياضياً تتداخل فيه القوة الفنية، والتنافس التاريخي، والسباق نحو المجد. ومع ذلك، يبرز حدث واحد يفرض نفسه على الجميع: نادي النصر يتصدر جدول ترتيب دوري روشن السعودي منفرداً برصيد 24 نقطة من ثماني مباريات كاملة بلا أي تعثر. إنها بداية موسم لا تشبه المواسم السابقة، بداية تُعيد تشكيل خريطة المنافسة، وتمنح الجماهير وجبة كروية ممتعة لا تهدأ شزشوت بناء على ما تم الاعلان عنه رسميا من الجهات المختصة .
النصر… آلة انتصارات لا تتوقف
حين نتحدث عن صدارة الدوري، فإننا لا نصف رقماً عابراً، بل حالة كروية متكاملة. ثماني مباريات… ثماني انتصارات… صفر تعادلات… صفر خسائر… 24 نقطة كاملة. هذا ليس مجرد فريق ينافس، بل فريق يسير بسرعة ثابتة نحو اللقب.
النصر هذا الموسم مختلف جذرياً. ليس لأن نتائجه ممتازة فقط، بل لأن طريقته في الفوز تعكس نضجاً واضحاً في إدارة المباريات. الفريق يبدو واثقاً، متماسكاً، يعرف ما يريد، ويعرف كيف يحقق ما يريد. سواء لعب داخل أرضه أو خارجها، يظهر بنفس القوة والرغبة.
ما يلفت الأنظار أكثر هو أن المنافسين المباشرين فقدوا نقاطاً مبكراً، بينما كان النصر يسير بثبات نحو العلامة الكاملة. وهذا وحده كافٍ لجعل الفريق المرشح الأبرز للقب في هذه المرحلة، ولكنه يبقى أمام اختبارات كبرى في الجولات المقبلة، خصوصاً أمام الهلال والأهلي والاتحاد.
اقرأ أيضا: صدمة المتقاعدين السعوديين .. هذا موعد الرصف الجديد لشهر ديسمبر!
التعاون… المفاجأة التي لم تعد مفاجأة
في المركز الثاني، يظهر التعاون وكأنه يريد كسر الصورة النمطية عنه كنادٍ "منافس شريف". الآن، ومع 21 نقطة من 8 مباريات، يثبت التعاون أنه فريق يملك شخصية الكبار. سبعة انتصارات وخسارة واحدة فقط، حصيلة تمنح الفريق ثقة كبيرة وجعلته أقرب الفرق مطاردة للنصر.
ما يميز التعاون هذا الموسم هو أنه لا يلعب كرة جميلة فقط، بل يلعب كرة فعالة. الفريق يعرف نقاط قوته ويستثمرها بأفضل طريقة، ويبدو أنه وجد التوازن الذي كان يفتقده في المواسم السابقة. إذا حافظ التعاون على هذا النسق، فسيكون أحد أصعب الخصوم على كبار الدوري، وربما يكون مفاجأة الموسم لو تعثر النصر أو الهلال في الجولات الحاسمة.
الهلال… ثالث الترتيب ولكن الصراع لم يبدأ بعد
الهلال، الفريق الذي اعتاد جمهور الكرة على رؤيته في القمة، يحتل الآن المركز الثالث برصيد 20 نقطة من 8 مباريات. ستة انتصارات وتعادلان بلا خسارة… أرقام ممتازة في الظروف الطبيعية، لكن الذي يجعل الهلال متأخراً هو أن النصر والتعاون سجلا أرقاماً استثنائية.
الهلال يقدم موسماً هادئاً لكنه خطير. الفريق لم يخسر أي مباراة، ومع ذلك يبدو وكأنه لم يدخل بعد في أقصى درجات التركيز. الهلال دائماً يبدأ موسمه بقوة متصاعدة، وغالباً ما تظهر هويته الحقيقية مع مرور الوقت. وإذا حدث هذا السيناريو مجدداً، فإن الصدارة قد تشهد تغييرات كبيرة في النصف الثاني من الموسم.
